النصر.. موسم الانكسارات والسيناريوهات القاتلة
لا تقتصر السيناريوهات القاتلة في كرة القدم على الأهداف المتأخرة، بل تمتد إلى تلك اللحظات التي تتحطم فيها الآمال بعد موسم طويل من المحاولات والأحلام. هذا هو حال نادي النصر السعودي في موسم 2024-2025، رغم امتلاكه أحد أقوى التشكيلات على الساحة، بقيادة الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
بداية محبطة وسقوط مبكر
دخل النصر الموسم وسط تطلعات كبيرة، لكنه تلقى صفعة مبكرة بخسارة لقب كأس السوبر أمام الهلال بنتيجة 1-4. ثم تعثّر في ثلاث مباريات متتالية، بينها تعادلان في دوري روشن، ونتيجة سلبية ضد الشرطة العراقي في بداية مشوار كأس نخبة آسيا.
هذه النتائج أدت إلى إقالة المدرب البرتغالي لويس كاسترو، وتعيين الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي أعاد بعض التوازن للفريق وأحيا الآمال من جديد.
عودة الأمل مع بيولي
بدا أن بيولي وجد الخلطة المناسبة، بتحسين الجانب الدفاعي وخلق انسجام في الخطوط، فضلًا عن توظيف ساديو ماني بشكل أفضل ومنح رونالدو أدوارًا تكتيكية مرنة. وجاء التعاقد مع المهاجم الكولومبي جون دوران في الشتاء ليزيد من الزخم، خصوصًا بعد بدايته القوية أمام أهلي جدة، كورة لايف.
بدأت الجماهير تتوقع على الأقل لقبًا واحدًا، خاصة مع تحسّن النتائج محليًا وآسيويًا، لكن الواقع كان أكثر قسوة مما ظنوا.
عودة الأخطاء.. وتراجع الأداء
مع النصف الثاني من الموسم، عاد التذبذب ليضرب الفريق. الأخطاء الدفاعية ظهرت مجددًا، وسُجل تراجع لافت في أداء أسماء بارزة، أبرزها لابورت وسيماكان. أما دوران، فقد عجز عن التسجيل في آخر خمس مباريات بالدوري، رغم بدايته الواعدة.
رونالدو وماني بدورهما أهدرا فرصًا حاسمة، كان أبرزها ما حدث أمام كاواساكي الياباني في نصف نهائي نخبة آسيا.
صدمات متتالية وسيناريوهات مؤلمة
خلال الموسم، تكرر السيناريو القاتل مرارًا: تقدم ثم انهيار، تفوق ثم صدمة في الدقائق الأخيرة. البداية كانت بالتعادل مع الخلود (3-3) ثم الخروج من كأس الملك أمام التعاون، بعد إهدار رونالدو لركلة جزاء قاتلة.
لاحقًا، خسر النصر أمام السد القطري بهدف في الدقيقة 90+9، ثم أمام الاتحاد، ثم الاتفاق في الدقيقة 89، قبل أن يسقط مجددًا أمام القادسية بعد هدف قاتل من أوباميانج.
أما الصدمة الأكبر، فكانت الخروج من نصف نهائي نخبة آسيا أمام كاواساكي، رغم أن كل المؤشرات كانت تصب لصالح النصر. واكتملت خيبات الموسم بخسارة درامية أمام الاتحاد في الجولة 30، بعد أن كان الفريق متقدمًا بهدفين.
أزمات داخلية وتغييرات مرتقبة
كل هذه النتائج وضعت الفريق في مهب الريح. بيولي بات مرشحًا للإقالة بعد توتر علاقته مع بعض اللاعبين، وعلى رأسهم لابورت. كما تُثار تكهنات حول رحيل المدير الرياضي فرناندو هييرو، وربما عدد من النجوم، في ظل فشل الفريق في تحقيق الألقاب للموسم الثاني على التوالي.
رونالدو.. الإنجاز الفردي لا يكفي
رغم كل ما سبق، يواصل كريستيانو رونالدو تقديم أداء فردي مذهل، إذ تُوج هدافًا للدوري الموسم الماضي، ويتصدر الترتيب الحالي بـ23 هدفًا. إلا أن البيئة المحيطة، والعقلية الجماعية للفريق، لا تبدو بمستوى طموحاته.
ومع اتساع الفارق مع المتصدر إلى 11 نقطة، وتراجع الفريق للمركز الرابع، باتت مشاركة النصر في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل مهددة، ما ينذر بموسم صفري جديد، وربما أكبر عملية تغيير في البيت النصراوي منذ سنوات.